متعة المطالعة
Joie de lire
متعة المطالعة هي من أهم متع الحياة وأقلها كلفة وأكثرها فائدة. وهي تساهم في تطور الفرد وبالتالي تطور الأسرة والمجتمع. وحرمان الفرد من متعة المطالعة ذنب كبير تتحمل وزره الأسرة والمدرسة معا فهما المعنيتان بغرس عادة القراءة في الطفل منذ سنواته الأولى.
وليس الأميون وحدهم محرومين من هذه المتعة مع الأسف، فكثير من المتعلمين ممن يصلون إلى الجامعة ويتخرجون منها لم يطالعوا في حياتهم إلا الكتب المدرسية في المدرسة الابتدائية والثانوية وكتب اختصاصهم في الجامعة مختصرة في غالب الأحيان بمطبوعات أساتذتهم. ولذلك ينشأ أحدهم ضيق الأفق لا يفقه شيئا خارج مجال اختصاصه ولا يقدر على مواجهة مشاكل الإدارة وتحمل مسؤولية الأسرة والتغلب على عوائق الحياة.
مطالعة الأدب فائدة ومتعة وترويح عن النفس، فقراءة الشعر ترقق المشاعر وتغذي الخيال وتهذب النفس وتوقظ فيها الإحساس بجمال الطبيعة وتذوق الجمال الفني وتربي الوجدان. ومطالعة الروايات الجيدة وسير العظماء توسع أفق القارئ وتزوده بالتجارب الإنسانية المختلفة في الزمان والمكان وتجعله أقدر على فهم نفسه وفهم الآخرين فيصبح أكثر تسامحا وأقل تعصبا، وأقدر على التلاؤم مع مجتمعه وعلى مواجهة مصاعب الحياة والتغلب على عوائقها.
فلنتعاون إذاً أسرة ومدرسة على نقل هذه المتعة إلى الطفل في السنوات الأولى من المدرسة الابتدائية، وذلك بتوفير قصص الأطفال المصورة الجميلة والجذابة والملائمة لسنهم لتغذي خيالهم وترقق مشاعرهم وتشحذ أذهانهم وتنمي أذواقهم وتستهويهم فتغرس في نفوسهم هواية المطالعة وتتأصل لتصبح فيما بعدعادة حميدة مستديمة.
عبد الله خمّار